الخميس، 2 أبريل 2009

وطن يمتلكنا و نمتلكه



اليوم السابع

أسماء صباح تكتب:
بين الأمس واليوم.. وطن يمتلكنا ونمتلكه
الخميس، 2 أبريل 2009 - 10:58


بالأمس كان هنا واليوم ما عاد, أذكر كل ما قال عن المطر, أذكر حبه للشتاء, للسعات البرد التى تذكره بوطن عابر, كما سرير عابر, نقاط المطر والغيوم كانت تشغل باله, كان يشرح لى كل يوم دورة حياة "قطورة" كما يحلو له أن يسميها, تأتى الغيمة من بلاد بعيدة, تحمل معها أخوات لها, قطورة التى تسلقت مع الشمس لتصل السماء ولتتحد مع أخواتها عائدة إلى الأرض، حيث تجد نفسها تتغندر فوق أحجار الوادى السحيق.يرفع يديه للسماء ويطلب المطر, ناظرة إلى بحر عينيه الذى يحمل غموضا عظيما, تمتاز عيناه بالعمق والغرابة كما البحر, أطمئن له وأحكى أسرارا ما كنت لأبوح بها لأحد قبله, يضحك من كل ما يسمع, وإذا ما حاولت الكذب تهرب منى عيناه بعيدا, يتأمل السماء فأعرف أنه بات يعرفنى جيدا وأتذكر بأن الكذب ممنوع فى حضرته.يصفنى بالجنون تارة وبالذكاء تارة أخرى, قلت ترى ما الذى يجمعنا غير الأدب وكتاب عرفناه, قرأناه وقرأنا, أجابنى: الجنون, قلت: جنونى وحكمتك؟ قال: لا حكمتك وجنونى وجنونك وحكمتى وأحلام ووطن مسلوب, وأم باتت تنادينا صباح مساء, وقبلة تركتها على حافة البئر وحيدة, قبلة تركتها أمى لى كميراث أحمله، حيث أذهب, ولكننى نسيتها فى لحظة هجوم الغزاة. قلت: أين تسكن؟ أجاب: أسكن وطنا سكننى منذ الفراق, عالما بين الحلم والواقع, أعيش حيث أشاء, تتسلل روحى فى الليل رغم الظلام إلى مكان لطالما حرمنى منه ضوء النهار, تجلب لى تحيات من أرض لم تهجرنا يوما ولم نهجرها.هل تؤمن حقا بأنك عائد؟ كأن سؤالا فاجئه, قال: لم أغادر يوما لأعود, الوطن كبر معى وكبرت معه والعودة شىء مسلم به, ما أجهله هو التوقيت الزمنى لهذه العودة. تعلق بأرض تعلقت به, ظل طوال عمره يتنفس هواها, باتت الحلم الذى تحقق ولم يتحقق, بين الشوق والشوق والعشق للسماء التى تحمل لونا آخر, لسماء الوطن لون آخر ختم كلامه. وأنا بت أعرف أننى أملك ما لا يملكه غيرى, كثيرون من لا يملكون وطنا وكثيرون من يمتلكهم الوطن وأنا أمتلك وطنا ويمتلكنى, همست بينى وبين نفسى يا لسعادتى بوطنى ويا لسعادته بى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق