السبت، 4 أبريل 2009

قتلت نفسها مرتين

إستيقظت على وقع كابوس ليلة الأمس, بكت, ولولت, لطمت وجهها لطمات متلاحقة, شدت شعرها بعنف شديد, تمنت ان تقتل نفسها ساعتها, تساءلت كيف قدمت نفسها هدية له على طبق من فضة؟ كيف جعلته يدنس جسدها الصغير الطاهر؟
عادت للوراء قليلا, تذكرت كلاما معسولا قاله لها, و هدايا منه وصلتها, لماذا لم تشك يوما في نواياه؟ تساءلت. هل كانت ساذجة طوال الوقت؟ كيف استغل طيبتها و براءتها ليسرق منها كرامتها في ليل دامس الظلامة؟
لم تنهض من سريروحدتها, من اليوم أو من الامس بالأحرى تغيرت حياتها, لم تعد تلك الطفلة المحبوبة و المدللة, لم تعد هي هي, تلك الجالسة على سريرها فتاة لا تعرفها, لم تكن يوما هكذا, أرادت حلا, نهضت, أمام المرآة وقفت, صرخت في وجه تلك المحدقة اليها بإمعان: ألا يكفيني وطنا أضعت؟ و اليوم كرامتي سحقت, جسدي لوثت, ألا يكفي.
حملت علبة دواء من خزانة الادوية, علبة ثانية و ثالثة, كأس ماء, رفعت يديها للسماء, ربي سامحني على ما فعلت و ما سافعل, سامحني على كل شيء, على خطايا كنت قد اقترفت و على كرامة خسرت, و على حياة سأنهي الان و بالامس كنت قد أنهيت.
تجرعت حبوب الدواء, استرخت مكانها على سرير موتها, بكت, أغرقت بالدموع وسادتها, تمتمت قبل النفس الاخير بثوان معدودة: قتلت نفسي مرتين.
جاء صباح جديد, تسللت الشمس من نافذة غرفتها, هي متقولبة كقطعة خشبية, متشنجة الاعضاء, حركت قدمها اليمنى, فاليسرى, يدها اليمنى فالاخرى, فتحت عيناها, تحسست جسدها, كانت هي, عادت للحياة, تنهدت, ضحكت مثل مجنونة وجدت نفسها في بلاد العجائب, شكرت الله, فقد كان مجرد كابوس كاد يقتلها.
لم تخسر كرامتها, لم تمت مرتين, باقية كزهرة جبلية تحمل عطرا خصص لها دون الزهرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق