الأربعاء، 11 مارس 2009

سفر مفاجئ

سفر مفاجئ \ اسماء صباح
رحت اراقب المكان و أدرس تفاصيله علني اعرف شيئا عن ما حدث و يحدث
أعقاب السجائر تملا منفضته الملقاة على حافة السرير
كتابه كان ملقى على الارض
محفظته مرفوعة على مراة الحمام القريب من الغرفة
حذاءه تحت الطاولة
معطفه البني معلق بعناية على مشبك قريب من الباب الخشبي للغرفة
طعام متعفن في ثلاجته الصغيرة
سجادة صلاة اهداه اياها والداه يوم عودتهما من الحج ملقاة على كرسي خشبي في الجهة اليمنى من الممر الذي يوصلنا لغرفته
رائحة الخوف تملا المكان
في السقف تدور مروحة بسرعة بطيئة جدا لتحرك هواء الغرفة الذي بدا ساكنا منذ الابد
أفلام الكرتون التي طالما احبها تملا مكتبته الى جانب كتب عبد الرحمن منيف و جبرا ابراهيم جبرا و احسان عبد القدوس و ارنست همنغواي و اغاتا كريستي
ابيات من الشعر كان قد خطها على ورق اصفر ملقى على طاولة خشبية
ورق و ابيات و شعر دون عنوان
قصة قصيرة كان قد بدا بكتابتها موضوعة الى جانب حاسوبه الشخصي
رسائل ارسلتها اليه منذ زمن طويل كان قد اخفاها بصندوق داخل خزانة ملابسه
و هو كان ممدا في مكانه المفضل
يجلس هناك كل صباح يتسمع فيروز تغني ( ستي يا ستي اشتقتلك يا ستي )
اقتربت التمس لديه الحياة
يدي كانت ترتجف كما لم يحصل لي يوما
حاولت, هذا هو الوريد, هل هناك .........
لا حياة في هذا الجسد.......
هل هناك تنفس؟
لا, لم تعد رئتاه تشتمان نسيم الصباح ........... رحل.............. و يا ليته لم يفعل

هناك تعليق واحد:

  1. الحمد لله الذي انعم علينا بكل النعم .. نعمة العقل .. ومنها نعمة التكنلوجيا.
    احسد نفسي لانك وضعتني بهذه الرحلة .. كانت مفاجئة صحيح .. لكنها مشوقة وجميلة ونهايتها محزنة .
    اعجبتني طريقتك بوصف الغرفة .. احسست لبرهة انني في تلك الغرفه .. جو يملأه البرود الساكن ، قصاصات ورق هناك ، وفيروز .. ولكنه رحل ..

    مشكورة اختي فعلا ابدعتي
    اتمنى ان ابقى على اضطلاع على جديدك القادم.

    تحياتي

    أحمد عوده

    ردحذف