الأربعاء، 26 أغسطس 2009

هذيان ليل

أتساءل بينى وبين نفسى عما يعنيه كل شيء بالنسبة لى.. الحياة بمجملها صارت صعبة.. أو أنها طول الوقت هكذا وأنا ما كنت أعرف أنها هكذا.. أعود لأبحث فى دفاتر ذكرياتى عن شىء لعله يذكرنى بمن أكون.. أود أن أتعرف على.. أن أدركنى.. أن أتفاهم معى..تتلاطم الأمواج فى نفسى.. بحر هادر لا يعرف له وقت للهدوء ولا العافية...
يزعجنى من هم حولى... يزعجنى أولئك الذين يوهمونك بأنهم يعرفون كل شىء وهم فى الواقع لا يعرفون أى شىء... يزعجنى أولئك الذين ينهالون عليك بأطنان من النصائح التى لا تحمل أى معنى بالنسبة لك... أنت لم تطلب نصيحة... لا تحتاج واحدة منهم... لا تريد تدخلهم فى ما لا يعنيهم... لا يدركون...
يكاد يقتلنى وجود من يتهرب دوما من المسئولية تجاه الآخرين... يقتربون منا... يصبحون جزءا من حياتنا... يأكلون معنا... يتنفسون هواءنا... ونشرب من إناء واحد... نساعدهم فى حال احتاجوا لوجودنا إلى جانبهم... وذات صدفة... نحتاجهم... نطلب مساعدتهم... نتوقع منهم الكثير... طبعا وفقا لما قدمنا لهم من قبل... نجدهم يقولون لنا فلتتصل بغيرى... لا أستطيع المساعدة هنا... ليس لدى وقت كاف... هذه قضية معقدة... ونعود لنعتقد بأن غيرهم أفضل منهم... وهكذا...
نتعب من كثرة التذمر... نتعب من محاولات الفهم... نتعب من الشرح... لا يمكنك أن توجه لى مثل هذا الكلام... لا يمكنك فتح حقيبة يدى... لا يمكنك الإجابة على جوالى الخاص... لا يمكنك فتح دفاترى... لا يجوز لك أن تقرأنى بين سطورى... ولكنك تتحدث إلى نفسك وكأنك تذكرها بأن تعيد القوانين كل ثانية... تعيد كل هذا على نفسك... تضجر روحك... تتعب نفسك... ولا حياة لمن تنادي...
تتعجب لمن ولد فى بيتك... تربى معك... أكل وشرب ونام بنفس طريقتك... لماذا هو مختلف عنك؟ ... لماذا لا تلتقيان عند نقطة؟... لماذا لا تتفاهمان؟...
تتساءل بنفس الوقت عمن علمك... رباك.. وأنجبك... لماذا نختلف عن بعضنا كل هذا الاختلاف؟... لماذا نكاد أن لا نلتقى؟... تفرقنا الآراء والموقف... هم من زرعوا فينا كل هذا... أيناقضون أنفسهم؟... أتساءل لأى غاية يفعلون؟... وعن النتيجة التى يرجون؟... كل هذا وأكثر يضعنى نفسى وأنا فى دوامة من عدم الوجود... من عدم الكينونة... نريد أن نكون من نحب أن نكون... لا نريد أن نكون ما يحبون لنا أن نكون... لأننا نحن نحن... ولأنهم هم هم... ليسوا نحن... ولسنا هم....
قد يكون هذا صراع نفس... وقد يكون صراع أجيال... قد يكون طبيعيا... وقد لا يكون... قد يكون حقيقيا... واقعيا... وقد يكون هذيان ليل....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق