السبت، 16 مايو 2009

كأثر الفراشة

على بركة في قصر من قصور الاندلس كانت تتمشى, تنظر الى الافق البعيد, الشمس تكاد تغيب, وهو جالس بالقرب من النافذة المطلة على الحديقة, يراقبها, تقترب من الماء تارة وتشتم الزهور تارة أخرى, على حافة البركة جلست, رفعت ردائها, كشفت عن ساقيها, وهو ظل معلقا على نافذته.

ناداه صوت من الخلف, لم يلتفت, ظل يراقبها, زهرة حمراء في يدها, تسحب منها ورقة ورقة وتلقي بها على سطح الماء, أوراق الزهر الحمراء تذهب بعيدا, كسفينة تحمل ركابا الى ميناء بعيد, لا شيء يوقفها, تواجه أمواجا, تظل صامدة, على أحدى ورقات الزهرة نحلة تتراقص, تشتم الرحيق, تبتعد , تقترب, تعاود الكرة مرات ومرات.

النحلة تراقب الزهرة, وهي تراقب النحلة, وهو يراقبهما, نحلة وأميرة تزين حديقة القصربرقتها, شعرها أسود كثيف طويل مسترسل, عيون ممزوجة بين الاخضر و الازرق, انفها دقيق وفمها لا تكاد تراه, مطلية بالحناء أصابعها, نهضت لتركض خلف فراشة ذهبية مرت من أمامها, لحقها بعينيه, كان لديه هاجس ما, فلو ترك نافذته سيفقدها, لن يراها, لو حاول اللحاق بها ستختفي كفراشة بين الازهار, ستختبيء.

احتار في أمره, اشار للخادم, اذهب لتحدثها, حاول باي شيء ان تشغلها, اريدها ان تظل هناك حتى اصل, تحرك الخادم, التفت يسارا ويمينا, فقدها, بين أغماضة عين رحلت, تركت في نفسه أثرا كأثر الفراشة.

هناك 8 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    ما اجمل قصصك الرومانسية
    وما اجمل الفراشة التيحلقت حول البطلة
    لكنه ساذج ظل يراقبها دون ان يرسل اليها ويعزمها علي نسكافيه او حتي كوب ماء
    تحياتي

    ردحذف
  2. ميرسيييييييييييجدا لازالة تاكيد الكلمة

    ردحذف
  3. جميل الوصف

    وجميلة الاميرة
    حتي الفراشة مميزة
    مفروض كان يقلب عليها الغابة حتي يجدها اليس هو السلطااااان!

    ردحذف
  4. تعرفين ان مصطلح اثر الفراشة يطلق ويقصد به شيء آخر
    ولكن رقة ونعومة كلماتك تجعل لها أثر الفراشة
    فراشة من نوع خاص .. احييكي

    ردحذف
  5. حلو اوي الخيال الرائع ده بصراحه جميل جداً

    لأ و الاجمل انها في الاندلس ياااااه الواحد نسي الكلام عن المنطقه دي من فتره كبيره اوي

    شكراً ليكي و لتقديمك الصوره الجميله دي

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختى اسماء تقبلى زيارتى الاولى و ليست الاخيرة ان شاء الله
    عرفت مدونتك من ردك على اختى ذكرى رحيل قلم فى مدونتها
    ان شاء الله هقرالك واتابعك
    مجرد انى قرات ملف تعريفك ولقيتك من فلسطين يخلينى احبك واحب اى كلمة تكتبيها
    لكن انا متاكدة انى لما هقرا كلماتك هتزيد المحبة دى
    اسمحيلى تكونى عندى فى قائمة المدونات التى اتابعها
    سلامى وتحياتى واحترامى لكى ولكل اهل فلسطين
    وقبلة على جبين كل أم فلسطينية
    وسلام مؤقت ان شاء الله

    ردحذف
  7. اشكرك جدا سيدتي مامة مازن
    وتحية لكل عربي ما نسي فلسطين

    عبد من عباد الله اشكرك على الكلمات الرقيقة
    الاندلس رحلت ولنكه تبقى في الذاكرة لحين العودة

    يونيك فراشتي اكيد من نوع اخر
    هي فراشة في حدائق الاندلس, والامية هي الاندلس بنفسها رحلت بين اغماضة عين للعرب و المسلمين وان شاء الله ستعود

    سبرينا, اتعتقدي انه لم يبحث عنها؟ لقد حاول ولكن العثور عليها كان مستحيلا لقد اهملها وبالتالي خسرها

    ذكرى رحيل قلم, شكرا على الاطراء, لو عزمها مكنتش حتقل
    دي اميرة يا بنتي, اميرة معتزة جدا بنفسها, وهو ساذج لم يعرف ما يريده منها...............
    تحياتي

    ردحذف
  8. هو ده بالضبط وصف الانسان الذى يحب ولا يصرح بحبه
    يظل يحب ويفكر فيمن يحب ويتابعه ويهتم بكل تفصيله من تفاصيل حياته ولكنه لا يبوح بما يجيش بصدره فتمر الايام وربما السنوات وهو على موقفه حتى يضيع من يديه من يحب قد نجد هذه الصفة فى بناتنا بنات الشرق الاوسط بنات العرب لكن ان توجد فى الرجل فبتبقى صعب شويه لاننا واخدين على جراته ودفاعه عن حبه واستماتته فى توصيل مشاعره
    ان شاء الله هكمل باقى المدونه

    ردحذف