السبت، 24 أكتوبر 2009

رجل حلم

لم نخطط لهذا وذاك ولكنه حصل...يوم التقينا لم نكن لنعرف بعضنا...على شاطئ بعيد كانت الأمواج تداعبنا...هناك حيث أضعت خاتما من فضة أهدته إلي صديقة غالية جدا على قلبي...أردت إيجاده بأية وسيلة ممكنه...لم أحتمل العودة الى منزلي والخاتم ليس في يدي...
كان همي في تلك الدقائق واحد...أن أجد ما أضعت قبل غروب الشمس...إستجمعت قواي ورحت أعبر المناطق التي مررت بها ظهر ذلك اليوم...علني أراه فجأة...علني أجده وأقفل عائدة الى حيث أنتمي...
ومضت الساعات...وقتها كان جالسا على كرسي خشبي يتصفح جريدة...لا أذكر العنوان أو الصفحة...فكل همي كان مرتكزا في البداية على خاتمي الضائع...وفي النهاية صار على رجل غريب أسرني بنظرته الاولى...
كان يرمقني بنظرة غريبة شدت إنتباهي...رأيته...وبدل أن يكمل هو مراقبتي بت أنا من تراقبه...كان يتصفح الجريدة بشكل بطيءجدا...يكاد لا يفتح صفحة كل نصف ساعة او أكثر...لا أعرف إذا ما كان كلامي واقعيا فقد أكون فقدت الإحساس بالوقت ساعتها...
وضع الجريدة جانبا...تحرك من مكانه بإتجاهي...مشى...وأنا بقيت متسمرة...لا أستطيع المشي...لم أتحرك خطوة واحدة...إقترب مني...أدخل يده اليمنى في جيبه...أخرج خاتمي...
إستغربت جدا لأمر هذا الغريب...وتساءلت:إذا كان يعرف عما أبحث فلماذا لم يعطنيه منذ البدايةظ...لماذا ظل يراقبني منهمكة في عملية البحث المضنية تلك؟...
ثم قال:أتبحثين عن هذا؟...لم أجب...هززت برأسي...خانتني الكلمات...لم أعرف ما أقول ...إحمرت وجنتاي دون سبب يذكر...وظل هناك يراقبني...كان تقريبا ملتصقا بي...يمنعني من رؤية طريقي...وأنا خانتني حتى رجلاي عدا عن كلماتي التي خانتني في البداية...راح يمشي الى جانبي...يحدثني...وأنا لست هنا ولا هناك...
في النهاية رفع يده مصافحا...وقال هذا رقم هاتفي إتصلي في حال قبلت مشاركتي بقنجان قهوة في مكان قد ترغبينه...لك أن تحددي الزمان والمكان...
لم أتصل ولم أحاول الاتصال...لا أعرف لماذا...لربما استعدت وعيي وكان ما جرى مجرد حلم لم يحصل في الحقيقة والواقع...فلهذا الرجل سحر حتى في الاحلام....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق