السبت، 9 مايو 2009

تسربت من بين يدي

بعد العشاء الفخم كان اللقاء, على صوت مارى ماريام الرقيق، والذى يأخذك بعيداً إلى أحلام لم ترتسم معالمها فى خيالك بعد, على الشرفة المطلة على حديقة الجيران بطريقة أو بأخرى, جلس ينظم الشعر لها, التقى بورقة وقلم, تبادل ونفسه الأحاديث، تساءل عن الشعر الذى تحب, لم يصل لنتيجة بعد, فتلك الغريبة التى لا يعلم كيف يصفها, لا يعرف ما تحب وتكره, غامضة إلى حد لا يفهمه ويكاد يوصله للجنون.
كتب:
حبيبات رمل على الشاطئ
حبيبات رمل ساخنة
يداى جافتان تماماً
أخذت قبضة من الرمل
احترقت يدى, أصابعى
فتحتها, تسربت حبيبات الرمل
عادت مكانها, ضاعت بين الأخريات
كيف لى أن أعثر عليها الآن
مزق الورقة, قال فى نفسه: هى إذا هكذا, حبة رمل ذهبية لامعة ساخنة, تتسرب هاربة من بين يدى.
تشائم, فكر بطريقة يستطيع من خلالها أن يحصل بها على حبة الرمل تلك لا غيرها, مميزة هى, وتعنى له الكثير, رغم حرارتها, يحبها, تحرق يديه ولكنه يعاود البحث عنها.
تحرك من مكانه, بلل يديه بالماء, قال: هكذا إذن, أطفا الحرارة, وبعدها تلتصق حبة الرمل بيدى, لن تتسرب أبداً هذه المرة, سأظل قابضاً عليها.
تفاءل ثم انطلق إلى أوراقه مرة أخرى, أراد أن ينظم لها شعراً من جديد:
كنجمة فى الأفق لاحت
كحبة رمل على الشاطئ لمعت
كطفلة من بين يدى تسربت, هربت
كصندوق أسرار قلبها أغلقت
مفتاح صندوق الطفلة معى على هيئة نجمة..
ابتسم, أقفل دفتره على سر من أسرارها التى بات يشاركها به, ظل ينتظر الصباح عله يلقاها جالسة على الشاطئ, لينقل لها فرحته العارمة, أصبح فى النهاية يعرفها.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    جميلة قوي القصة رومانسية بعض الشيء ولكن عجبني اسراره علي حبة الرمل رغم درجة حرارتها لعل كل شاب يستطيع ان يتمسك بحبيبته رغم الظروف الصعبة التي تحيط بنا
    تحياتي اختي الفاضلة يسعدني ان نتواصل دائما

    ردحذف